توقيف العشرات في جنوب تونس خلال احتجاجات ضد التلوث البيئي

تعيش جنوب تونس حالة من التوتر بعد توقيف عشرات الأشخاص خلال احتجاجات واسعة ضد التلوث الذي يعاني منه السكان حيث خرج المحتجون إلى الشوارع مطالبين بتحسين جودة الهواء والمياه ووقف الانتهاكات البيئية التي تؤثر سلباً على صحتهم وحياتهم اليومية وقد شهدت الاحتجاجات مشاركة فعالة من الشباب والنساء الذين يسعون إلى التغيير وتحقيق العدالة البيئية في منطقتهم مما يعكس الوعي المتزايد بقضايا البيئة وأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

احتجاجات في قابس ضد التلوث: اعتقالات واحتجاجات متزايدة

شهدت مدينة قابس التونسية تظاهرات حاشدة ضد المجمع الكيميائي المحلي، حيث أوقف الأمن عشرات الأشخاص في إطار الاحتجاجات المستمرة، التي يعبر من خلالها السكان عن استيائهم من التلوث والمشاكل الصحية المرتبطة به، وفقًا لتقارير من منظمة حقوقية ومحامٍ محلي، وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد القلق بشأن تأثير المجمع على البيئة وصحة المواطنين.

مطالب بإغلاق المجمع الكيميائي

تجمع آلاف المحتجين في المدينة الساحلية في الأيام الأخيرة، مطالبين بإغلاق "المجمع الكيميائي التونسي" الذي يعالج الفوسفات، حيث يؤكد المحتجون أنه مسؤول عن العديد من حالات التسمم بالغاز ومشاكل صحية أخرى، وقد صرح المحامي مهدي التلمودي بأن التوقيفات استهدفت المتظاهرين في الليل، بينما كانت التظاهرات النهارية تسير بشكل سلمي، ومع ذلك شهدت التظاهرات الليلية اشتباكات مع قوات الأمن وحرق إطارات.

اعتقالات واحتجاجات متزايدة

وفقًا لخير الدين دبية، منسق حملة "أوقفوا التلوث"، فقد تم اعتقال أكثر من 100 شخص بحلول صباح السبت، حيث أكد أن الشرطة أوقفت أكثر من 70 شخصًا في الليلة السابقة، مما أثار انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من ناشطين تونسيين، حيث نظم سكان مدينة قابس عدة تظاهرات للمطالبة بإغلاق المجمع، الذي أطلق في الآونة الأخيرة المزيد من الغازات والنفايات السامة في البحر، على الرغم من تعهد الحكومة السابقة بإغلاقه تدريجيًا.

دعوات للحلول العاجلة

في سياق متصل، استدعى الرئيس التونسي قيس سعيد رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم لمناقشة "الوضع البيئي" في قابس، حيث أكد سعيد أن هناك جهودًا جارية لإيجاد حلول عاجلة للتلوث، كما أشار إلى أهمية قطاع الفوسفات للاقتصاد الوطني، حيث تسعى تونس لزيادة إنتاج المجمع الكيميائي في قابس بشكل كبير بحلول عام 2030، رغم المخاوف البيئية المتزايدة.