عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى غزة بعد تدمير معالمها بالكامل، كما أفادت صحيفة واشنطن بوست

بعد تدمير معالم غزة بالكامل نتيجة الصراع المستمر، بدأت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم في محاولة لاستعادة ما فقدوه والبدء من جديد في إعادة بناء حياتهم، ووفقًا لتقرير واشنطن بوست، فإن هذه العودة تعكس إرادة قوية لدى الفلسطينيين رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم، حيث يسعى الكثيرون لإعادة بناء منازلهم ومجتمعاتهم في ظل الظروف الصعبة، ومع كل خطوة يعودون بها إلى غزة، يزداد الأمل في تحقيق السلام والاستقرار، ويظهرون للعالم أن الحياة تستمر رغم كل الصعوبات.
عودة الفلسطينيين إلى غزة: واقع مرير بعد الحرب
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يستعدون للعودة إلى منازلهم في الأيام المقبلة، مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنهم سيواجهون واقعًا جديدًا ومؤلمًا، حيث تبدلت معالم مدينتهم بالكامل تحت وطأة الحرب، فقد شهدت غزة تغييرات دراماتيكية منذ بداية الشهر الماضي، بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية للسيطرة على المدينة، تزامنًا مع قصف مكثف دمر أبراجًا سكنية شاهقة كانت تضم مئات الشقق والمحلات التجارية.
دمار الأبراج السكنية: رمز النهوض المفقود
أضافت الصحيفة أن هذه الأبراج، التي بُنيت بعد انسحاب إسرائيل من غزة قبل نحو ثلاثة عقود، كانت تمثل رمزًا للنهوض والازدهار رغم الحصار، فقد شهد قطاع البناء ازدهارًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، بفضل عودة المغتربين وزيادة عدد السكان، مما ساهم في طفرة عمرانية شملت افتتاح المطاعم والمقاهي والمرافق الترفيهية على طول الساحل وداخل المدينة، لكن كل ذلك تغيّر خلال الأسابيع الماضية، حيث ادعت إسرائيل أن هذه الأبراج كانت تُستخدم من قبل حركة حماس لأغراض عسكرية، بما في ذلك نشر أنظمة استخبارات وكاميرات مراقبة ومواقع قنص، ولكنها لم تقدم أدلة تفصيلية لدعم هذه المزاعم.
التساؤلات حول المستقبل
وفي المقابل، أكدت الأمم المتحدة أن القانون الدولي يحظر تدمير الممتلكات في الأراضي الواقعة تحت السيطرة العسكرية، إلا في حالات الضرورة العسكرية القصوى، مشيرة إلى أن تدمير الأبراج السكنية يعد أحد العناصر التي استندت إليها لجنة تابعة للأمم المتحدة في تقريرها الأخير، والذي خلص إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، ومع بدء الناس في العودة إلى مدينة دُمّرت معالمها، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل الإعمار والمساءلة، في ظل الاتهامات الدولية المتزايدة والانقسام الحاد حول شرعية الأهداف العسكرية التي حددتها إسرائيل خلال عمليتها في القطاع.
تعليقات