اليونسكو تكشف عن انتهاء الأجزاء الأخيرة من مشروع التاريخ العام لإفريقيا

اليونسكو تكشف عن انتهاء الأجزاء الأخيرة من مشروع التاريخ العام لإفريقيا

تعتبر منظمة اليونسكو من المؤسسات الرائدة في مجال الثقافة والتعليم حيث تسعى دائمًا لتعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب ومن ضمن إنجازاتها الحديثة تم الانتهاء من الأجزاء الأخيرة من مشروع التاريخ العام لإفريقيا الذي يعد مرجعًا مهمًا لفهم تاريخ القارة الغني والمتنوع يهدف هذا المشروع إلى تسليط الضوء على الأحداث التاريخية والثقافات المختلفة التي ساهمت في تشكيل الهوية الإفريقية كما يسعى إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن التاريخ الإفريقي ويعزز من أهمية التعليم في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي بين الأجيال الجديدة من خلال هذا المشروع تأمل اليونسكو في تعزيز الفخر والانتماء لدى الشعوب الإفريقية وتحفيز البحث والدراسة في مجالات التاريخ والثقافة الإفريقية.

إنجاز تاريخي: "التاريخ العام لإفريقيا" يكتمل

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" عن إنجاز الأجزاء الثلاثة الأخيرة من مشروع "التاريخ العام لإفريقيا"، بعد ستين عامًا من بدء هذا الطموح الذي يسعى لتوثيق تاريخ القارة الإفريقية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى اليوم، حيث تم إعادة إطلاق المشروع الضخم في عام 2018 بمبادرة من المديرة العامة آنذاك أودري أزولاي، مما أتاح تحويل هذا الإرث المعرفي إلى موارد تعليمية تستخدم في تدريس تاريخ القارة.

تفاصيل المجلدات الجديدة

أكدت اليونسكو، في بيانها اليوم السبت، أن المجلدات التاسع والعاشر والحادي عشر تكمل الأجزاء الثمانية الأولى التي تم نشرها حتى عام 1993، حيث شارك في إعدادها أكثر من 200 خبير من إفريقيا وخارجها، بعد سنوات من البحث والدراسة، وتتناول التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية الكبرى في القارة الإفريقية ومجتمعاتها في المهجر، مستندة إلى أحدث الاكتشافات في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا والعلوم الإنسانية.

تعليم وتثقيف الأجيال الجديدة

تسلط هذه المجلدات الضوء أيضًا على التطورات المعاصرة في القارة، مثل قضايا الشباب والمساواة بين الجنسين، والهجرة والعولمة، والعدالة البيئية، كما تبرز مفهوم "إفريقيا العالمية" كعنصر رئيسي في الشبكات السياسية والاقتصادية والثقافية العالمية، حيث لم يعد التاريخ العام لإفريقيا مجرد عمل أكاديمي، بل أصبح أداة تعليمية عالمية، مع وجود دليل تربوي لمساعدة وزارات التعليم على دمج محتوى إفريقي معاصر في المناهج الدراسية، بالإضافة إلى لعبة فيديو مجانية تحت عنوان "أبطال إفريقيا" تتيح للشباب التعرف على مسيرة عشرة من الشخصيات الإفريقية البارزة.

مشروع متكامل

تم إطلاق مشروع "التاريخ العام لإفريقيا" عام 1964 بمشاركة عدد من الدول الإفريقية، وهو ثمرة أكثر من 60 عامًا من البحث العلمي، تحت إشراف لجنة علمية إفريقية جامعة، وشارك فيه أكثر من 500 باحث من 54 دولة إفريقية والمهجر، إلى جانب خبراء دوليين، ويهدف المشروع إلى سرد تاريخ القارة من منظور إفريقي، معتمدًا على منهج يجمع بين التقاليد الشفوية والمناهج التاريخية الحديثة.

نشر شامل

لضمان نشر هذه المجلدات على نطاق واسع داخل إفريقيا، تم إصدارها أولاً باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، ثم ترجمت إلى اثنتي عشرة لغة، بما في ذلك ثلاث لغات إفريقية هي السواحيلية والهوسا والفولانية، وبفضل صرامته العلمية وآفاقه الإنسانية الواسعة، يعتبر "التاريخ العام لإفريقيا" اليوم مرجعًا عالميًا للباحثين والمعلمين والجمهور العام، كما يستمر هذا العمل في تغذية التفكير حول هوية القارة وذاكرتها ومستقبلها في عالم يتجه نحو العولمة.

Google News تابعوا آخر أخبار منظمة إقرأ نيوز عبر Google News
واتساب اشترك في قناة منظمة إقرأ نيوز على واتساب