
حذر المستشار الألماني من أن فقدان أوروبا لاستقلالها الاقتصادي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وأشار إلى أن الاعتماد المفرط على القوى الخارجية قد يضعف القدرة التنافسية للدول الأوروبية ويجعلها عرضة للتأثيرات الخارجية التي قد تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي وأكد أن تعزيز الاستقلال الاقتصادي يتطلب تعاوناً أكبر بين الدول الأوروبية وتطوير استراتيجيات فعالة لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات مما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي المنشود ويعزز من قدرة أوروبا على مواجهة التحديات المستقبلية.
تحذيرات المستشار الألماني حول مستقبل أوروبا الاقتصادي
حذر المستشار الألماني فريدريش ميرز، من أن مستقبل أوروبا قد يصبح في خطر إذا لم يتحرك قادتها بسرعة لاستعادة القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، حيث أشار إلى أن القارة قد تتحول إلى "أداة بيد القوى الاقتصادية الكبرى" في آسيا وأمريكا، وذلك خلال كلمته أمام البرلمان الألماني، قبيل قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع المقبل، وفقاً لمجلة "بوليتيكو" الأوروبية، وأوضح ميرز أن هذه اللحظة تعتبر حاسمة لتحديد ما إذا كانت أوروبا ستبقى قوة اقتصادية مستقلة أو ستتراجع إلى موقع التبعية.
ضغوط داخلية على الاقتصاد الألماني
تأتي تحذيرات ميرز في ظل ضغوط سياسية متزايدة عليه لإنعاش الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من حالة ركود بعد عامين متتاليين من الانكماش، حيث تتوقع العديد من الجهات الاقتصادية أن يكون النمو هذا العام ضعيفًا، ويعود ذلك جزئيًا إلى تأثير السياسات التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي، والتي أدت إلى تراجع الصادرات الألمانية. وقد تعهد ائتلاف ميرز الوسطي بإصلاحات في سوق العمل ونظام الرفاهية الاجتماعية، ولكنه انتقد أيضًا مؤسسات الاتحاد الأوروبي، داعيًا إلى تقليص البيروقراطية وتعزيز السوق الداخلية.
تعزيز القدرة التنافسية لأوروبا
في سياق متصل، أكد ميرز على أهمية تنفيذ الخطط بدلاً من مجرد الحديث عنها، مشيرًا إلى ضرورة إعادة طرح القضايا الاقتصادية الهامة على شركائه الأوروبيين، ولفت إلى التقارير التي أعدها رئيسا الوزراء الإيطاليان السابقان ماريو دراجي وإنريكو ليتا، والتي تتعلق بتعميق السوق الداخلية وتعزيز القدرة التنافسية، حيث أكد على ضرورة أن تكون هذه القضايا على رأس أجندة المفوضية الأوروبية، كما دعا إلى تسريع المفاوضات لعقد اتفاقيات تجارة حرة جديدة مع دول وتكتلات اقتصادية حول العالم، مشددًا على أهمية إقرار اتفاق التجارة مع تكتل "ميركوسور" في أمريكا الجنوبية قبل نهاية العام.
تعليقات