صالون “نفرتيتي” يحتفي بذكرى الحرب والسلام مع أبطال نصر أكتوبر

صالون “نفرتيتي” هو مكان يجمع بين عبق التاريخ وروح الأمل حيث يستعيد ذكرى الحرب والسلام بحضور أبطال نصر أكتوبر الذين ساهموا في صنع تاريخ مشرف للبلاد في تلك الفترة العصيبة من الزمن ويتيح هذا الصالون فرصة فريدة للحديث عن تجاربهم ومعاناتهم وكيف استطاعوا أن يتجاوزوا المحن ليحققوا النصر والكرامة ويعزز من قيمة السلام الذي نعيشه اليوم حيث يتناول الحضور قصصهم الملهمة التي تحمل في طياتها دروسًا للأجيال القادمة حول أهمية الوحدة والتضحية من أجل الوطن وتبقى ذكرى هؤلاء الأبطال حية في قلوب الجميع من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي يقدمها الصالون ليكون منارة للسلام والتسامح في مجتمعنا.

فعالية "الحرب والسلام.. أمجاد خلدها التاريخ" في صالون نفرتيتي الثقافي

في أمسية وطنية مفعمة بالفخر والانتماء، شهد مركز إبداع قصر الأمير طاز، التابع لصندوق التنمية الثقافية، فعالية جديدة نظمها صالون نفرتيتي الثقافي تحت عنوان "الحرب والسلام.. أمجاد خلدها التاريخ" بحضور عدد من المفكرين والمؤرخين وأبطال القوات المسلحة الذين ساهموا في تحقيق نصر أكتوبر المجيد عام 1973، حيث أدار الفعالية المهندس حمدي سطوحي.

استعراض التاريخ المصري القديم

استهلت الفعالية بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الحروب التي خاضتها مصر من أجل النصر، ثم بدأ الحوار مع الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق، الذي تناول التاريخ المصري القديم وما يحويه من انتصارات ومعارك ومعاهدات، حيث استعرض أمجاد الجيش المصري منذ عصر الملك "سقنن رع" وبطولاته في طرد الهكسوس، مؤكدًا أن الجيش المصري لم يكن مجرد أداة للحرب بل كان لحماية الحدود والحفاظ على الاستقرار، وقدم مثالًا بمعاهدة السلام التي عقدها الملك رمسيس الثاني كأول اتفاق سلام موثق في التاريخ.

دور الجيش المصري الحديث

تحدث الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، عن دور الجيش المصري في حماية حدود مصر الممتدة من بلاد الشام إلى منابع النيل في إثيوبيا، مشيرًا إلى أن تأسيس الجيش الحديث كان على يد إبراهيم باشا الذي حرص على تجنيد أبناء المصريين، مما عزز الهوية المصرية خلال القرن التاسع عشر، حيث أصبح الجيش رمزًا للوطن وامتدادًا لروح الشعب، وهو ما ساهم في تحقيق نصر أكتوبر الذي كان نتيجة العلاقة الفريدة بين الشعب وجيشه.

شهادات حية من أبطال الحرب

استعرض اللواء سعد عبد الهادي، أحد أبطال القوات المسلحة، لحظات حاسمة من المعركة، مؤكدًا أن كل جندي كان يدرك أنه يقاتل دفاعًا عن كرامة الأمة، بينما تناول العميد طيار حربي عاطف رحمي تجربته في قيادة طائرة "مج 21" لنقل جنود الصاعقة، كما شارك عدد من الجنود بشهاداتهم الحية عن بطولاتهم، حيث جلب بعضهم مقتنيات من العدو، مثل بدلة عسكرية مكتوب عليها عبارات باللغة العبرية، مما أضفى طابعًا إنسانيًا على الفعالية.

تأتي هذه الفعالية تأكيدًا على رسالة صالون نفرتيتي الثقافي في ربط الماضي بالحاضر، واستحضار الروح الوطنية المصرية عبر العصور، حيث يسعى الصالون، الذي تأسس في مايو 2023، إلى تعزيز الوعي العام بقيم الجمال والمعرفة والانتماء، تحت إشراف الإذاعية وفاء عبد الحميد والكاتبات الصحفيات مشيرة موسى وكاميليا عتريس وأماني عبد الحميد.